وكالة الحوزة/ قالها السيد علي الخامنئي ومضى، غيرَ مبالٍ بفرضيات الأوضاع السياسية وقتها، وليس متحفظا على وقائع الجغرافيا العسكرية، ولم يدخر قراءته للأحداث إلى وقت إنفراج الأزمات، قالها ومضى؛ اسرائيل ستزول بعد خمسة وعشرين عاماً.
بعد عدة شهور من نبوءة السيد الخامنئي، تلقت تل أبيب أكبر الصفعات على مرّ التأريخ، مخطط الشرق الأوسط الكبير اندثر إلى غير رجعة، وأصبحت إسرائيل المهاجمة في موقع الدفاع والخوف والتشاؤم على مستقبلها، بل باتت هي الأكثر تصديقاً بنبوءة السيد الخامنئي الذي تعاديه، وهذه من فلتات الزمن.
سوريا تتنفس والعراق يكبر، واليمن تنتصر على كل الميادين ولبنان تحافظ على حكومتها المنتخبة، بالمقابل تفشل اسرائيل و أمريكا في مشروعها، وتعاني تل ابيب من نوبات صرع سياسي وشبهات فساد تطال كبار المقربين من نتنياهو.
الحرب التي خاضتها الدول العربية خرجت بأمرين مهمين؛ نجاحٌ لها وخسارة لاسرائيل، ليس على سبيل الفكرة والتخطيط فحسب، بل لأن الدول العربية جربت الميدان وعرفت سلوكياته جيداً، بينما انحسرت تل أبيب في التسليح والمناورات الباردة، والتسابق على التخطيط الفاشل للحرب بالوكالة، غارقةً بصرف الأموال تلو الأموال على مشاريع لم تجن منها شيئاً.
تبقى ال٢٥ عاماً بالنزول وصولاً إلى لحظة الصفر، وهنا يأتي إعلان السيد حسن نصرالله بدعمه الكامل لرؤية السيد الخامنئي معجلّة للحراك الإسلامي ضد قوى الاستكبار العالمي، والمفاجئات الكبيرة قادمة لا شك، إنها النظرة البعيدة والعمق في الرؤية!
غياث الأبيض